حاملة البهجة
كملاك كانت تدلف إلى حياتي على فترات متباعدة حاملة معها رسائل بهجة، مهنئة باختيار طريق جديد ، أو بتدعيم اختيار يتأرجح لم أعلنه.. وكأنها كانت تقرأ ما افكر به حتى دون ان نتلاقى ..
لم تكن باقات الورد هي رسائلها الوحيدة لي رغم ان مهنتها التي عرفتها بها هي حاملة البهجة إلى كل المحيطين بها .. كانت توزع هداياها المبهجة كيفما اتفق ، كانت إشاراتها دائما هي معيار رضاء عن تحول ما أخطط له .. وعندما تغيب باقات وردها أو رسائل مودتها من أغاني أو حتى سمايلي فيس فهذا يعني أن الطريق ربما يكون وعرا وأن عليك الاستعداد لمعارك صعبة قادمة.. لكنها دائما تكون حاضرة في منحنيات حياتك الخطرة أو في اختياراتك الأشد صعوبة .. وكأنما تقرأ معك غيب حياتك.. وتختار لك من بعيد - من حافة حياة لم تطأها إلا عابرة بين من تحبهم - ما تراه صوابا ولو بطلة عابرة او برسالة بهجة في أوقات محنة.
هكذا عرفتها أو قدر لي ان أعرفها ولو من بعيد.
لم تخطأ رسائلها يوما ميعادها .. وكأنها تظهر كيفما اتفق لها أن تظهر في مواعيدها دائما مع ملائكة البهجة .. كانت تحمل معها دوما أزهار حب وأمل .. وكأنها خلقت من أجل ان تقاوم مرور شياطين اليأس أو تحتفظ بورداتها كإشارات على تفتح تجربة جديدة ..
لسنوات طويلة لم تخطأ الموعد ولم تنس ان تدعم اختيار البهجة دائما برسائل صدق .. لكنها ظلت حريصة على ان
تكون إطلالاتها عابرة بروح عصفور يطل ليلقي ببهجته فجأة .. وبعدها يبتعد ..
*****************
(وفوق الجناح انعكاس الصباح*
وانا جالس اتدثر بالبهجة المستعارة)
----
******
(*الاستعارة الأخيرة بتصرف من شعر عبد الستار البلشي)