افتح فمك أيها الموت
أريد أن أشم عطر أمى لآخر مرة
أمى التى قضمتها بالأمس مثل تفاحة
ولم تترك لى منها غير البذور
.....
كتبت هذا المقطع فى اليوم التالى لوفاة حماتى، بكت زوجتى كثيرا عندما قرأته، سألتنى: هل البذور هى ذكرياتى التى تجمعنى بأمى؟! لم تنتظر منى إجابة، احتضنت الهاتف المحمول الذى أهدتها إياه أمها كما تحتضن ابنتنا الصغيرة، وقالت وهى تبكى: سأحتفظ بهذه البذرة إلى الأبد!
ومن الجدير بالذكر أننى قد ارتكبت "غلطة عمرى" فى هذه اللحظة، احتضنتها بحنان شديد، وبشفقة عظيمة، وقلت: حين تريدين أمك، انظرى إلى قلبى، ستجدينها!
ومنذ هذه اللحظة وهى لا تنادينى إلا ب "ماما"، تهمس: أنا أحبك يا ماما.. أحضر فاكهة معك يا ماما. بعد شهرين فسد هاتفها المحمول، نظرت إلى وضحكت: "باظت بذرتك يا ماما، عاوزه بذرة سامسونج جديدة"
فى اليوم التالى كنت اصطحبها إلى المقابر فى زيارة مفاجئة، لم أخبرها بوجهتى عندما غارنا المنزل، أشرت إلى قبر أمها وقلت بصرامة: أمك كانت ملاكا يا حبيبتى، وأنا لا يوجد فى قلبى إلا شياطين!
— يشعر بـبمناسبة عيد الأم: عن فجيعة زوجتى فى وفاة أمها مع هيما ومريومة القلينى.