| كمال مصطفي جاد | قصة | عدوان
****************************
يحتشد الناس في المسجد فيمتلئ رويدا رويدا كلما تحمس الشيخ الجليل في وجوب القتال لاسترجاع ماسرقه الاعداء . يرفع الشيخ صوته بنصرة غزة بكل غال ورخيص ، يشير الي واجب الحكومات العربية وبخاصة مصر باجبار اسرائيل علي وقف العدوان . كلمات تتكرر مع كل عدوان علي غزة ومع كل حملة تبرعات يهرع الي جمعها شيوخ بدافع الحمية للدين و منافع اخري . كل الامور عادية لكن الغير عادي هو تفاعل ابن عمنا مسعود السواق - الذي نعرفه جيدا- وصراخه الهستيري بوقف العدوان
معلنا انه ذاهب الي غزة مع قافلة الاغاثة واذا منعوه سيدخل من الانفاق . حماسة مسعود تجعل الشيخ بشعر بالرضا فيترك المجال لتأكيد ماانتوي . نفاجئ بالتحمس الشديد من رجل عادي لايشغله الا البحث عن لقمة عيشه فنتابعه يلوح - كعادته- وهو ممسك بحفنة اوراق
ينتهي مسعود من كلامه وسط التهليل والتكبير ويخرج من المسجد وهو يتلقي مكالمة ، يدفعنا الفضول فنسمع :
-انت متاكد ...ايوه ...صح ... هيه ... لا ... انا جاهز ...هروح يعني هروح
تنتهي المكالمة نقترب منه لنشكره علي موقفه فيلوح- ماسحا العرق المتصبب من جبهته - بذراعيه الطويلتين فيسقط الورق منه فنجمعه . ايصالات .صور شيكات . فواتير نردهم وفي اعيننا سؤا ل عن سبب اصراره الذهاب الي غزة
يرد بنبرة مريرة
-ابدا .. من يومين اتصل علي واحد من معارفي واكد ليه ان العربية المسروقة بتاعتي لاقوها في غزة !!!.