الرئيسية » » الاغتيال على الفيس بوك | عمر الشيخ

الاغتيال على الفيس بوك | عمر الشيخ

Written By Unknown on الاثنين، 8 سبتمبر 2014 | 11:40 ص

اغتيال فاشل

عمر الشيخ

ليس قتلاً مباشراً بأدوات حادة أو مسدس أو شفرة موس أو بتلغيم سيارة.. إنما قتل افتراضي بمراحل متفاوتة، أي عبر الإنترنت! ثمّة كائنات مهزوزة في المجتمع تمارس صراخها عبر نسمات افتراضية لا طائل من ضجيجها إلا تعويض النقص النفسي الذي يجعل هذه الكائنات مضطربة ومتشنجة إلى درجة الانفلاق!
إنه الاغتيال عبر «الفيس بوك» مجتمع التواصل الافتراضي الذي وجد به المثقفون السوريون مرتعاً لتصفية الحسابات الدنيئة، ولكن من قال إن الفيس بوك ليس بحاجة إلى حشرات افتراضية نافعة تقدم الشهرة على طبق من ذهب؟ حيث يقوم أحدهم بتكليف نفسه لصنع صفحة «معجبين بالشاعر عمر الشيخ» على موقع الفيس بوك، وشخصياً لم أصمم شيئاً ولم أضع أي صور أو اعترافات أو تعليقات من جانبي، أو حتى لم أطالب أي أحد على وجه الأرض أن يكون معجباً بي كشاعر أو كغير ذلك لأنه لا يهمني أصلاً! والمضحك في الأمر أن مصمم الصفحة راح يخرج ما بداخله وبات يبدي رأيه فيسبوكيّاً بنوعية ما أكتب هنا وهناك، الأمر الذي جعل منه مريضاً باغتيال الآخرين عبر موقع الفيس بوك، تصوروا أن يبذل جهداً خرافياً في دعوة مئات الأشخاص ليريهم ما لفقه من أكاذيب ومحاولات للنيل من تجربتي المتواضعة ومن غيري بأي طريقة!
هذا ما يشغل بعض المثقفين السوريين الآن، حروب الإنترنت والتعليقات، حرية خيالية في مواقع مرتزقة.. أسماء وهمية وشتائم لا نتيجة منها.. لذا أرى أن بعضنا لا تليق به التكنولوجيا، مجتمع يتناسب وضعه مع الطرطيرة والحمام الزاجل والضرب بالمندل والرمل والعيش في الخيام النائية، ذاك هو الموطن الأصلي لعقول أولئك المثقفين الموبوئين..
هكذا يقذفون الإهانات عشوائياً والذريعة إطلاق النار على الآخرين، مخصيو المخيلة يتناوبون على ارتداء أقنعة الاغتيال في المقاهي والبارات والفيس بوك، لا يقصرون بمسبة بحق أحد، يشتمون الأصدقاء والأعداء، عصابيون لأقسى حمرة الدمّ، ينفرون من كل جمال أو مرح أو حب، يصدرون للعالم ثقافة الكره واصطياد الآخرين، قنّاصون من الصف العاشر لا يصيبون إلا أنوفهم بغباء على الأطراف، يرتجفون من ضحك الآخرين، منعزلون في زوايا من عواصف الكيد، لا يسلمون على أحد حتى لا يضحك في وجههم فرحاً فينتشلهم من هستيريا قذارة الاغتيال، ضائعون في طحالب فكرهم النتن وروائحهم تعبق بالفطائس البشعة لجثث لعنات الحقد..
هل يحلو لهم هذا النشيد الإسمنتي السام؟ إنه من بعض ما عندهم من منابع بشاعة خارج مجاز الإنسان والحيوان..
سنغلق الصفحة وليفعل جبناء الإنترنت فعلتهم، طوبى للضحك والنسيان..
Omaralshaikh-sam@hotmail.com


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.