حمدى أبوجليل عن أسامة الدناصورى
........
أسامة اشتغل فى السعودية خمس سنوات، وكان يزور مصر فى الأجازات الصيفية، وأثناء أجازة السنة الأخيرة، 1991، صدر ديوانه الأول "حراشف الجهم"، أصدره فى طبعة محدودة، وطبعا أخذ نسخا للسعودية، وأهدى الديوان لناظر المدرسة وبعض المدرسين ومنهم مدرس سورى يكتب الشعر، وكلم صديقه سعد الحميدين فى الرياض وقال له إنه يحتفظ له بنسخة من الديوان، وسعد دعاه لزيارة الرياض للتعرف على بعض الأدباء السعوديين وقضاء يومين معهم. فى ذلك الوقت كان موسم الحج على الأبواب، وأسامة قرر أن يقضى أجازة الحج عند الحميدين فى الرياض، ولكن والده الشيخ بهي لم يأخذ الموضوع ببساطة.
معروف إن المصريين العاملين فى السعودية يؤدون فريضة الحج كل عام من باب زيادة الخير خيرين، وأسامة نفسه حج مرة ومرتين، والشيخ بهى كبَّر الموضوع وربطه بما اعتبره تطورات ظهرت على أسامة وقال له": بذمتك بتصلى يا أسامة، بذمتك بتصلي، قاعد جنب النبى عِدِل ومبتصليش؟!، وبعدين مش هتحج؟".
ولكن أسامة صمم، وأخذ الأجازة وطلع ع الرياض، وانبسط جدا وأقام الحميدين حفلة على شرفه حضرها أصدقاؤه من الأدباء والمثقفين، وقضى أجازته وعاد، وذهب للمدرسة، وبينما هو يكتب تاريخ اليوم واسم الدرس على السبورة، فوجئ بالناظر يفتح الباب، ليس يفتحه ولكن يقلعه قلعا "عملت إيه يا بنى.. عملت إيه يا أسامة؟!" ونظر حواليه برعب وسحب أسامة على مكتبه وأغلق الباب، وتأكد أنه أغلق جيدا، "المخابرات قالبه الدنيا عليك"، المدرس السورى بلَّغ، والمخابرات السعودية فهمت "حراشف" عادي على إنها حراشف، واحتارت فى شأن "الجهم"، البعض قال: إنه تلقيح على الملك فهد، والبعض اعتبر الجهم "الله" نفسه، وفى الحالتين لا شىء إلا الويل والثبور وعظائم الأمور، واتسعت أمام عيون أسامة صحراء الربع الخالى والوحوش والأساطير التى تروى ..