الرئيسية » » خدوش بمبي في الذاكرة | أسماء عبد الجابر

خدوش بمبي في الذاكرة | أسماء عبد الجابر

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 27 يناير 2015 | 5:10 ص

واحشاني مدرسة أبوبكر الصديق الابتدائية، كانوا بيقولوا ليا في البيت متلعبيش وتجري لأحسن توقعي وتتلبسي، أو يسوفل بيكي قبر قديم علشان المدرسة كانت فوق أطلال مقابر قديمة كده من أيام جدود فوقانيين ،المهم كان سور المدرسة مبني بالطوب اللبن وقصير ،كنت بحبه قوي علشان كانت عيونَّا فاردة ع الشارع ،وكان فيه 3 فصول ملحقين بالمدرسة كانوا على شمال باب المدرسة، كانوا اتنين منهم بالطوب الأحمر ومسقوفين بخشب ،والتالت كان بطوب اللبن زي السور ومسقوف بسباتة آه والله سباتة بوص ، أنا قضيت التلات سنين الأولى ف الفصل التاني ،وكانت أرضية الفصول تراب وكانت تترش بالميَّة ف عز الشتا الشاتي ،دلوقت اتبنى السور بأسمنت واتعلى واتبني مكان التلات فصول مبني حلو المنظر أصفر لكن مش أحلى من الفصول القديمةالشاحبة اللي كان يداري شدة  بَهَتَانْها انعكاس شعاع أحلامنا عليها واحنا ع المقاعد اللي كمان حكاية صبرها ع تجاوزات العيال حكاية صمود الصراحة .

كانت فيه مدرسة بحري النجع بتاعنا لكن أبوي مكانش بيودينا فيها كان بيلحقنا واحد واحد أنا واخواتي التلاتة في المدرسة دي بالذات لسبب مفهمتوش إلا لما كبرت وهو إن المدرسة دي بينها وبين المدرسة الثانوية اللي كان يعمل بها والدي يدوب شارع ودوران، وعلشان ضروري يطمئن على التزامنا من الأساتذة وعشان برضه بيحبنا ‏ ،أكيد كان بستمتع بينا واحنا ماشيين زي القطط الصغيرة‎ بمحازاته.

كنت بكتم تذمري ورغبتي ف الالتحاق بالمدرسة القريبة من النجع مع العيال اللي أعرفهم ...لكن لما اتحققت أمنيتي ف سنة خامسة وتم تحويل الصف الخامس بأكمله للمدرسة اللي بحري نجعنا ، كان يوم مشهود كل م بفتكره بضحك ضحك، مكانش مهمتمة أفهم  معني كلام الأستاذ لما قال :"أنتو إداريًا تبع مدرستكم اللي جايين منها"
كان شيء غريب شبه الندم  بياكل في روحي، رغم إني مكنتش قادرة أعبر حينها عن شعوري لكنِّي أجزم بإني كنت حاسة كأني دايرة من الحديقة تم اجتثاثها وإحلال قوالب الحوض بتاعها ،وأعادوا توطينها ف مكان لامع شكلا باهت في قلبي .

اللي مش ناسياه أول يوم دراسي ليا ف سنة تالتة كان أحلى يوم علشان أختي صفية_اللي كنت مسمياها "بنُّورة " واحنا صغيرين _ التحقت بالمدرسة كمستمعة ،وعلشان كمان كانت بمثابة سنة توديع فصول الملحق ،وف سنة رابعة راح ننتقل لفصول المبني الرئيسي ،الأخيرة دي كانت شبه القصور ...غرف مبنية على شكل حرف L بيفصلها ممر طولي عن مرتع الخيال بالنسبالي ساعتها.. واللي كان عبارة عن حديقة كانت الصورة المجسدة الأولى اللي شفتها بعيني للورد وشجر الزينة،كانت بمثابة نهاية خيالي الطفولي وبداية شرود مستمر ، كانت على شكل مربع كبير ...كنت بقيسه بقدم رجلي وكنت كل مرة أغلط ف العد ‏ ، كانت مقسمة هندسيًا لأحواض متناسقة دائرية ومربعة بينها ممرات للتجوال (للأساتذة فقط) ....
..
..
اللي فكرني بــ ده ....رجل تربية وتعليم ع المعاش في مواصلات حجازة كان بيقول كتروا الأساتذة وزادت المدارس وخابت العيال في حديث استغرق الطريق كله امبارح عن التعليم وما آل اليه.



أسماء
......................... 
 #‏خدوش_بمبي_في_الذاكرة.....(1)
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.