العلاج بالماعز
فيما يشبه السوق اليومى ،المنصوب فى الصباحات الباكرة ،ثمة مسنات ،يجلسن متكئات الى سور وابور النور،بشارع شنن ،امام كل واحدة معزة حلوب ،مربوطة الى حجر كبير ، او عمود انارة .على جلجلة الترام ،ومروره الصاخب،كانت النساء تدفع اطفالهن الصغار الى حجر اى منهن ،فتقوم الاخيرة بتقييدحركته وفتح فمه لتلقى اللبن المتدفق من الثدى المنتفخ للمعزة،ثم اغراق وجهه بالسرسوب المتطاير منها ،نظير قرش واحد . كان مشهدا شائقا : مستشفى شعبى،موغل فى القدم ،منصوب فى عرض الطريق،محاذيا للترام ،تقبل عليه نسوة بولاق ،والاحياء المجاورة ،وهم يجرون اطفال شاحبون ،تتناثر البثور على وجوههم ،ومضروبين بسخونة قاتلة .
ثمة اعتقاد بان هذه الحيوانات مقدسة وحليبها شاف ،ساهم فى تزكية هذا اليقين ،ان السيدات اللواتى يقمن بهذه العملية ، صامتات، متخذات سمتا كهنوتيا ،كحارسات المعابد المنوط بهن تحضير المذبح ،والتاكد من القرابين ،كن كمن يحتفظ باسرار دفينة ،وتعويذات ناجعة .
فيما يشبه الحلم ،تطفو على السطح ،صورة امه ،وهى تسحبه من يديه الى هذا المكان ،القريب من مسكنهم ،مازال طعم الحليب الدافئ يرطب فمه ،يطفئ سخونة جوفه وحلقومه ،صورة النسوة اللواتى لم يعرف من اى المناطق يجيئون بمصاحبة هذه الحيوانات الاليفة ،الشببهة بكائنات الفراعنة المرسومة على الجدران .الذكرى باكملها مازالت حبيسة داخل ماضيه الغائم ،محتفظة بقداسة لتلك النساء ،كانهن فى محراب عتيق ينبذ النسيان.
فيما يشبه السوق اليومى ،المنصوب فى الصباحات الباكرة ،ثمة مسنات ،يجلسن متكئات الى سور وابور النور،بشارع شنن ،امام كل واحدة معزة حلوب ،مربوطة الى حجر كبير ، او عمود انارة .على جلجلة الترام ،ومروره الصاخب،كانت النساء تدفع اطفالهن الصغار الى حجر اى منهن ،فتقوم الاخيرة بتقييدحركته وفتح فمه لتلقى اللبن المتدفق من الثدى المنتفخ للمعزة،ثم اغراق وجهه بالسرسوب المتطاير منها ،نظير قرش واحد . كان مشهدا شائقا : مستشفى شعبى،موغل فى القدم ،منصوب فى عرض الطريق،محاذيا للترام ،تقبل عليه نسوة بولاق ،والاحياء المجاورة ،وهم يجرون اطفال شاحبون ،تتناثر البثور على وجوههم ،ومضروبين بسخونة قاتلة .
ثمة اعتقاد بان هذه الحيوانات مقدسة وحليبها شاف ،ساهم فى تزكية هذا اليقين ،ان السيدات اللواتى يقمن بهذه العملية ، صامتات، متخذات سمتا كهنوتيا ،كحارسات المعابد المنوط بهن تحضير المذبح ،والتاكد من القرابين ،كن كمن يحتفظ باسرار دفينة ،وتعويذات ناجعة .
فيما يشبه الحلم ،تطفو على السطح ،صورة امه ،وهى تسحبه من يديه الى هذا المكان ،القريب من مسكنهم ،مازال طعم الحليب الدافئ يرطب فمه ،يطفئ سخونة جوفه وحلقومه ،صورة النسوة اللواتى لم يعرف من اى المناطق يجيئون بمصاحبة هذه الحيوانات الاليفة ،الشببهة بكائنات الفراعنة المرسومة على الجدران .الذكرى باكملها مازالت حبيسة داخل ماضيه الغائم ،محتفظة بقداسة لتلك النساء ،كانهن فى محراب عتيق ينبذ النسيان.