الرئيسية » » ضربةُ احتلالٍ ناجحة في معركة الثقافة | سعدي يوسف

ضربةُ احتلالٍ ناجحة في معركة الثقافة | سعدي يوسف

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 10 سبتمبر 2014 | 4:32 ص

ضربةُ احتلالٍ ناجحة في معركة الثقافة

سعدي يوسف

لحيدر العبادي أن يتباهى أمام أسياده بأنه الأكثرُ طاعةً ووفاءً ، وأن يتباهى أمام الحثالة السياسية التي في الواجهة بأنه يحظى من لدُنِ أسياده الأميركان بالتأييد المطْلق ، مسانَدةً  ، وقذْفَ قنابل .

بل لقد فاق حتى تصوّرات الأسياد ، في الخراب الثقافي ، بأن أوكلَ وزارة الثقافة إلى فرياد ( أهذا هو اسمه ؟ ) راوندوزي .

ليس لي من موقف شخصيّ إزاء الرجلِ ، فأنا لا أعرفه ، وهو لا يعرفني  (مشكوراً ) بأيّ حال .

كما أن من سبقاه في وزارة الثقافة تحت الاحتلال ، ليسا أكثر رداءةً منه ، إذ لم يكونا مُمارسَي ثقافة بإطلاق  ، شأنهما شأنه.

لكنّ ما حفّزَني على التعليق ، هو أن ما يجري في الساحة الثقافية ، من تدميرٍ واستهانةٍ ، يتطابقُ تماماً والمسارَ التقليدي للعلاقة بين المستعمِر والمستعمَر .

يرى فرانز فانون أن المستعمِر يريد تدمير الثقافة الوطنية ( الجوانب المتقدمة منها ) ويدفعُ إلى الواجهةِ الجوانبَ المتخلفةَ منها

مثل الطقوس القبيحة ، والخرافة ، والسحر والشعبذة ... إلخ .

كما أن هذا المستعمِر ، كما يرى ألبير مامي ، يحْرِم المستعمَر من التمتع بالحقوق التي تفرضُها قوانين المتروبول ، إذ أن هذا التمتّع يعني الاعتراف بأن المستعمَر هو ليس في مرتبةٍ أدنى من الناس في بلد المتروبول .

وهكذا نُصِح حيدر العبادي بأن يتولّى وزارة الثقافة ، شخصٌ كُرديٌّ مجهولٌ ، في بلدٍ ذي ثقافةٍ عربيةٍ عريقة شكّلَتْ ضميرَ أُمّةٍ على مدى العصور.

قد لا يدرك حيدر العبادي فداحةَ ما فعَلَ .

فهو يبدو ، غبيّاً ، على أي حال !

أو أن المستشار الأميركيّ الذي نصحه بهذا ، أشدُّ غباءً منه .

لندن   10.09.2014



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.