بعد عشر سنوات - إن شاء الله - سيجلس (حمزة) أمامي كانِزاً ذراعيه وكتفيه في خشوع مثلما كنتُ أجلس أمام أبي ..
وسأجلس أنا واضعا قدما فوق الأخرى وتكاد قدمي تلامس وجهه البرئ .. مثلما كان يجلس أبي أيضاً.
وسأبدأ في التباهي وفي سرد مغامراتي وجولاتي وصولاتي في شبابي (مثلما كان يسرد أبي) ..
سأقول لـ(حمزة) إنني كنتُ شاعراً جريئا لا يهاب السلطة ولا يخاف في الحق لومة لائم ..
سيفيض فمي غرورا وزهوا وخيلاء وأنا أخبره أنني في شهر أبريل سنة 1998 وكنتُ مازلت طالبا في الجامعة قد سافرت في وفد (جامعة عين شمس) إلى الإمارات (دبي) وهناك ألقيت قصيدة (آخر ما حرف في التوراة) أمام العديد من قيادات العالم العربي آنذاك.
وسأحافظ على نفس درجة الغرور وأقول : إنني في شهر سبتمبر سنة 1999 وكنت مازلت طالبا في الجامعة أيضا سافرت إلى تونس (مهرجان المنستير للمسرح) وألقيت هناك (3 خرفان) و (البغبغان).
وسأجلس أنا واضعا قدما فوق الأخرى وتكاد قدمي تلامس وجهه البرئ .. مثلما كان يجلس أبي أيضاً.
وسأبدأ في التباهي وفي سرد مغامراتي وجولاتي وصولاتي في شبابي (مثلما كان يسرد أبي) ..
سأقول لـ(حمزة) إنني كنتُ شاعراً جريئا لا يهاب السلطة ولا يخاف في الحق لومة لائم ..
سيفيض فمي غرورا وزهوا وخيلاء وأنا أخبره أنني في شهر أبريل سنة 1998 وكنتُ مازلت طالبا في الجامعة قد سافرت في وفد (جامعة عين شمس) إلى الإمارات (دبي) وهناك ألقيت قصيدة (آخر ما حرف في التوراة) أمام العديد من قيادات العالم العربي آنذاك.
وسأحافظ على نفس درجة الغرور وأقول : إنني في شهر سبتمبر سنة 1999 وكنت مازلت طالبا في الجامعة أيضا سافرت إلى تونس (مهرجان المنستير للمسرح) وألقيت هناك (3 خرفان) و (البغبغان).
وأنني في 28 - 7 - 2010 قبيل ثورة يناير بخمسة شهور ألقيت قصيدة (جحا) في التليفزيون (قناة دريم) وفي أكثر البرامج مشاهدة - آنذاك - العاشرة مساءً - منى الشاذلي.
وسأحرك قدمي في وجهه قليلا وأخبره أنني في 12 - 1 - 2011 قبيل رحيل (زين العابدين بن علي) قد ألقيت قصيدة التأشيرة على الهواء مباشرة من قناة أنو ظبي.
وأنني في يوم 27 - 1 - 2011 عَشية (جمعة الغضب) ألقيت في التليفزيزن المصري (قناة المحور) كل القصائد السياسية المناهضة لنظام (مبارك) وأعلنت نزولي لميدان التحرير غداً.
وأنني في يوم 9 - 2 - 2011 قبل رحيل مبارك بيومين ألقيت قصيدة (مشهد رأسي من ميدان التحرير) على الهواء مباشرة من قناة أبو ظبي.
وأنني في يوم 9 - 9 - 2011 ألقيت قصيدة (مكملين) في حفل استاد القاهرة.
وأنني في 8 - 5 - 2013 أعلنتُ الانقلاب على الرئيس (محمد مرسي) - آنذاك - وألقيت قصيدة (أنا إخوان) في مكتبة الإسكندرية ومنها إلى كل القنوات الفضائية وأولها كانت قناة (مصر25) التابعة للإخوان مع الإعلامي (معتز مطر) الذي ترك القناة بعدها بيومين.
وأنني منذ رحيل (مرسي) لم ألقِ هذه القصيدة في أي حفل ولا برنامج تليفزيوني للحفاظ على نخوة الشعر والمبدأ ولكي لا أنضم إلى (فرسان الساحات الخالية).
وأنني بعد ثورة 30 يونية لم أترك نفسي للتطرف ولم أنحَز لجهة دون الأخرى وكتبتُ قصيدة (المكالمة) التي تستنصل من أي شهوة تجاه الحكم وألقيتها في مكتبة الإسكندرية للمرة الأولى في 18 - 2 - 2014 ومنها إلى البرامج التي امتلكت الجرأة لاستضافتي وقتها وهما برنامجان اثنان (خالد صلاح - قناة النهار ... ورانيا بدوي - قناة التحرير).
عندها سيضيق صدر (حمزة) من كل هذا الزهو الأجوف وسيسألني بشكل مباشر : وماذا كتبتَ في ذكرى ثورة يناير سنة 2015 ؟؟؟
وقتها سأنزل قدمي من وجهه .. وأتلفت يمينا ويسارا لأتأكد أن أحدا لم يسمع سؤاله الأخير .. وأطأطأ رأسي وأقول : خش قول لأمك تعملنا كوبايتين شاي....
وقتها سأنزل قدمي من وجهه .. وأتلفت يمينا ويسارا لأتأكد أن أحدا لم يسمع سؤاله الأخير .. وأطأطأ رأسي وأقول : خش قول لأمك تعملنا كوبايتين شاي....
هشام الجخ