فورة (5):
لقاءات تيلفزيونية ع الهوا مع العائدين من "جحيم الاحتلال" العراقي للكويت.. مباشرة بعد أن قرر الحيوان مبارك بعد كام يوم من بداية الغزو اتخاذ الموقف المضاد للحيوان صدام حسين..
فسادت بسرعة هائلة النظرية الإعلامية العظيمة: "تتحرق العراق بقى على صدام على أهلها كلهم.. على بعض.. ما فيش فرق: هو احنا هانقعد نفلّي؟!!"..
المذيع والكاميرا بيقتربوا من رتل سيارات المغتربين المصريين اللي لسه واصلة للوطن وخارجة من المينا.. والمحملة بأعداد مهولة من الشنط والعفش والأدوات الكهربائية المتعددة الأحجام.. والمربوطة بإحكام فوق وحوالين العربيات بلا سنتيمتر واحد فراغ.. وبقيتها في الداخل مستقرة بتزاحم العيال الصغيرة في الكنب اللي ورا..
المذيع بيسأل ست قاعدة في الكرسي الأمامي جنب جوزها في كامل صيغتها وماكياجها وحجابها ونضارتها الشمس:
- حضرتك جاية منين؟..
- من الكويت.. احنا كنا بنشتغل هناك.. وكنا ساكنين في خيطان..
- احكوا لنا بقى على المعاناة اللي شفتوها لحد ما وصلتم أرض الوطن..
السيدة تلتقط الخيط.. بعد ما فهمتم الفولة والمطلوب.. فبدأت -فجأة- تصرخ بتهدج وفي حماس:
"العراقيين" نهبونا.. وأخدوا كل حاجاتنا.. ومنعونا حتى من الخروج من جحيم الكويت على السعودية: علشان يعذبونا ويبهدلونا.. كنا زي المساجين أو الأسرى والله العظيم..
مش هاقدر أقول لك على الخوف والرعب على نفسنا وعلى حاجتنا.. واللي اتعرضنا له دا.. العيال كانت بتجيلها حالات نفسية لو شافت أي "عراقي" إن شالله على بعد كيلو من اللي حصل لنا منهم..
"العراقيين" (والله قالت كدا: العراقيين بالتعميم دا) لازم يتبادوا.. مش معقول الظلم والنهب اللي عملوه فينا دا..
والمذيع يؤمن متحمسا على كلامها بتحريك جمجمته طالع نازل.. وتقريبا قال: ان شاء الله..
- وفي الآخر بس كنت عاوز اطّمن: انتم وصلتم هنا ازاي؟
- دخلنا العراق.. قعدنا يومين.. ومن هناك ع الأردن ومنها على مصر..