( 1 ) نجلس جميعا متراصات جوار بعضنا البعض نتشابه فى القلق و الطمأنينة فى أن واحد .. لو نظرت الينا من زاوية كاميراتيه تسمى بالعمق سترى سيدات امامهن بطون منتفخات بعضها يعلو عن الاخر و بعضها كالشمامة و البعض منا لا يشوبها شائبة و لن تظن انها حامل ان رأيتها انت – كرجل – لكن نحن فقط نعرف .. نستطيع تمييز الحامل منا من نظرة عينيها و من حركتها المتوترة خاصة اذا كان الحمل ليس باديا للعين المجردة حيث اننا فى هذة الفترة – بداية الحمل – نكون قريبات للبكاء مخنوقات بدموع لا يراها سوانا ليس فقط بسبب الهرمونات و لكن .. فالنفسية بايظة تماما و الترجيع مستمر حضرتك وما فيش حد بيحس و عنده دم .. ينعل ميتين ( .. )
( 2 ) كعادة جميع المتزوجات خاصة حديثى الزواج – زى ما كنت يوما ما - المثقلة رؤوسهن بمشاهد الافلام العربى و بالبرنس المراعى لمشاعرها و اللى هينط على الكنبة من الفرحة لما يعرف انها حامل و يقولها من انهاردة ما تشيليش اى حاجة ولا تعملى اى حاجة ف البيت ده حتى احمد زكى عملها و هو ظابط مفترى مغرور فى فيلم زوجة راجل مهم لما عمل لها فطار و صحاها وعاملها برقة .. هو اه قتل ابوها ف الأخر بس قتل نفسه كمان واداها لحظتها .. انا كنت واحدة منهن مستنية الاهتمام و الشيلة المكافأة ليا على انى حامل و" بقيت شاطرة أهه " و تلقيت الصدمة الاولى انه ما تلقاش الخبر بتاع الحمل كالمعتاد .. ثم أتت عليا الصدمة الثانية انى بقيت أروح مواعيد متابعة الحمل لوحدى و لكن مع الوقت وجدت عزائى فى انى مش لوحدى .. كلنا بنروح لوحدنا او مع ستات تانيين .. اعتقد ان السبب ان زيارة الطبيب دورية يعنى فى الثلاث شهور الاولى بتبقى كل شهر مرة و فى الثلاث شهور الوسطى بتبقى كل اسبوعين ثم فى الثلاث شهور الاخيرة بتقى كل اسبوع مرة ده لو الحمل ماشى طبيعى فيه حالات بتبقى الزيارة مكثفة عن كده لان حملها بيبقى مش مستقر او خطر او رافع ضغطها و ما حدش بيراعى يا جدعان
(3)يقسم الاطباء شهور الحمل لثلاثة اوله و اوسطه وأخره اللى غالبا لا يكون عتقا من النار بل يحمل لك فى اخر الثلاثة اشهر = يوم الولادة جملة انيس عبيد الاثيرة : اذهبى للجحيم يا حلوة بمفردك
( 4 ) بحسبة بسيطة فزيارات الطبيب 21 مرة فى تسعة اشهر .. و طبعا هو مش هينفع يفضى نفسه كل مرة فى الواحد و العشرين مرة او يلغى معاد مع صحابه او ما يروحش يلعب الماتش مع الصيع بتوعه او ينزل يشترى بوكسرات " ما تشوفى حد من صاحباتك تاخديه معاكى .. شوفى شيماء او سميرة .. او اقولك خدى ام هدير " او يضيف " شوفى اخوكى الصايع اللى مش لاقى حاجة يعملها ف حياته يروح معاكى .. هو انا يعنى بالعب انا مقضيها ف الشغل طول اليوم هو انا باعمل ده عشام مين مش عشانك و عشان اللى جاى ؟ .. و كمان العيادة بتبقى مليانة ستات زى عربية السيدات بتاعه المترو و باحس انى محرج بينكم و كده .. روحى انتى و شوفى حد تانى يروح معاكى " تتصدمى و تلاقى نفسك بتقولى له : " أترضاها لأمك يا برنس ؟ " اول مرة فقط قد – أكرر قد - يذهب معاكى ليعرف فقط من الدكتور حاجة واحدة فقط متعلقة بممارسة السيكوسيكو و مدى خطورة ده على البيبى و خلاص . ( 5 ) كنت اذهب وحدى تماما لم ارد ان اطلب من احداهن الحضور معى و اصطحابى حتى لا تبادرنى بسؤال : " و جوزك ما جاش معاكى ليه ؟ " ثم تستدرك " اجى معاكى طبعا يا حبيبتى .. رايحة امتى ؟ " لكن القنبلة كانت يجب ان تلقى بالرغم من انها تعرف انه لم و لن يأتى و لكن هناك بجانب تعاطفنا سويا و مؤازتنا سويا الا اننا نهوى تقريز بعضنا و نميل احيانا لمعايرة بعضنا بخيبتنا التى هى خيبة عامة ولكن لتشعر – اللى بتعاير – انها مش لوحدها الموكوسة ( 6 ) نجلس جميعا هنا ف حجرة الانتظار فى عيادة احد الاطباء او الطبيبات كلنا سيدات مصطحبات سيدات برضة اخت او جارة او ام و العنصر الرجالى عزيز يا عينى الا نادرا و فى هذة المرة النادرة و هذة اللحظة التاريخية كنت هناك .. و شهدتها بعينى شاهدتها مع بقية الستات معها زوجها تتأبط – المسهوكة دراعه – و كمان معاها أمها .. انتبهنا جميعا للمشهد و تابعناه باعيننا و هو بيقعدها ع الكرسى بشكل لطيف و يمسك بيدها فى رفق .. اقطع دراعى انا بقى لو ماكناش جميعا عاوزين نسألها نفس السؤال : عملتيها ازاى يا انصاف ؟( 7 ) قالت لى احداهن : كنت سهرانة كالمعتاد بالبنت ف الصالة و هو صحى قرب الفجر و مر جوارها فى طريقه للثلاجة فسألته ان يبحث لها عن الترمومتر فانزعج و تراجع خطوة للخلف قائلا : البنت مالها .. سخنت ؟ قالت له : " لا ده انا مش البنت " و اقسمت لى انه استكمل طريقه قائلا : " هتلاقيه فوق التليفزيون " و ابتسمت لى و هى تنهى الحكى كوميديا سوداء حضرتك ( 8 )الرجل يذهب بصحبة امرأة للطبيب فى حالة واحدة فقط وهى : بصحبة أمه .. ليصبح مثلا شعبيا خاصا بنا : جوزك مش جاى معاكى ليه يا اوختى ؟ و تكون الاجابة : بيروح مع امه يا أدهم